((أداب صله الرحم))
أ »» آداب صلة الرحم:
1 »» زيارة الأرحام باستمرار، وتفقد أحوالهم، وإدخال السرور عليهم ابتغاء مرضاة الله تعالى.
قال تعالى: وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل.. الإسراء 26.
وقال تعالى: واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا النساء 1.
وعن علي عن النبي قال: من سرّه أن يمدّ له في عمره ويوسّع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله، وليصل رحمه رواه البزار.
2 »» تجنب قطيعة الرحم والانشغال عن برها وصلتها بمتاع الدنيا وتحصيل الأموال.
قال تعالى: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقّطّعوا أرحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم محمد 23.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك. قالت: بلى. قال: فذلك لك.
ثم قال : اقرؤوا إن شئتم: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقّطّعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم رواه البخاري ومسلم.
وعن جبير بن مطعم أنه سمع رسول الله يقول: لا يدخل الجنة قاطع رحم رواه البخاري ومسلم.
روي عن النبي أنه قال: يقول الله عز وجل: أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها إسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته رواه أبو داود والترمذي.
3 »» صلة الرحم بالقيام بنصيحتهم وإرشاد صالهم، وهداية شاردهم، وتذكير غافلهم ودعوة معرضهم الى الله وعبادته وأداء الفرائض واجتناب المعاصي.
قال تعال: وأنذر عشيرتك الأقربين الشعراء 214.
وعن أبي هريرة أن رسول الله قال: لما نزلت هذه الآية: وأنذر عشيرتك الأقربين دعا رسول الله قريشا فاجتمعوا فعم وخص وقال: يا بني عبد شمس، يا بني كعب بن لؤي، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبدالمطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن رحما سأبلها ببلالها. رواه مسلم.
4 »» صلة الرحم بالتصدق عليهم إن كانوا فقراء ومن تصدق على أقاربه كان ثوابه عند الله عظيما لأن له أجر الصلة وأجر الصدقة.
عن أنس قال: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله يدخلها ويشرب من ماء فيها طيّب. قال أنس: لما نزلت هذه الآية لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبون. جاء أبو طلحة الى رسول الله فقال: يا رسول الله إن الله تعالى أنزل عليك: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإنّ أحب مالي إليّ بيرحاء وأنها صدقة لله تعالى أرجو برّها وذخرها عند الله تعالى فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. فقال رسول الله : بخ ذلك مال رابح ذلك مال رابح وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين. فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله. فقسّمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه. رواه البخاري ومسلم.
5 »» تجنب مقابلة السيئة بمثلها، والقطعية بمثلها، أو انتظار زيارتهم ردا على كل زيارة.
قال تعالى: والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل.
وعن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عليهم، ويجهلون عليّ، فقال: إن كنت كما قلت فكأنما تسفّهم الملّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك رواه مسلم.
المل: الرماد الحار.
وعن عبدالله بن أوفى ما: قال: كنا جلوسا عند النبي فقال: لا يجالسنا اليوم قاطع رحم، فقام فتى من الحلقة، فأتى خالة له قد كان بينهما بعض الشيء، فاستغفر لها واستغفرت له، ثم عاد الى المجلس، فقال النبي : إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم رواه الأصبهاني.
وعن عبدالله بن عمر ما عن النبي قال: ليس الواصل بالمكافئ ولكنّ الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها رواه البخاري.
6 »» تجنب الخلوة بأجنبية أو مصافحتها أثناء زيارة الأرحام كبنات الخال وبنات الخالة، وبنات العم وبنات العمة، والالتزام بآداب الزيارة من غض البصر، وحفظ اللسان.
قال تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم النور 30.
وعن ابن عباس ما أن رسول الله قال: لا يخلوّن أحدكم بإمرأة إلا مع ذي رحم رواه البخاري ومسلم.
وعن عقبة بن عامر أن رسول الله قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار، أفرأيت الحمو، قال: الحمو الموت. رواه البخاري ومسلم.
الحمو: قريب الزوج كأخيه وابن أخيه وابن عمه وقريب الزوجة كذلك.