آن لك الأوان أن ترقي نفسك بنفسك يوم زفـافـك
--------------------------------------------------------------------------------
أعـجبني هـذا المقال ومحتواه الذي يذكـر لأمـر مـهـم
فأحببت أن أنـقـله ، واضعـه امامـكم. للفائـدة...
////"////
آنَ لك الأوان أن ترقي نفسك بنفسك يوم زفافك
بقلم/ خــالــد. م
عند حلول كل صيف ، تَحُلُّ الأفراح وتكثر الأعراس و تتعالى الزّغاريد من أفواه "الأمهات والخالات" و تمتلئ الطّرقات بضجيج منبهات السّيارات و تسود الفرحة و تُرسم على وجوه الجميع ، لكن! ..... هل هي نفس الانطباعات التي تسود العروسين و أهلهما ... !؟؟
ينتاب العروسان حالةً من الخوف و الذعر الشّديد جرّاء خوفهما من "العين" و النظرات الخبيثة من ذوي النفوس المريضة،أو أن تصلهم أيدي السحرة و المشعوذين، التي تؤثر فيهما تأثيرا عجيبا يصل بهما أو بأحدهما إلى حدِّ إبطال عرسهما ،أو تأخيره،أو عدم التفكير في الزواج نهائياً، و يفضل حياة العزوبة على أن ترمقه أعين الحاسدين أو تصله أيدي السّحرة المشعوذين فتجده قد تبين الأسى في وجهه ، أصبح ساهمًا قلق الخاطر،مشغول القلب ،مضطرب البال ،ضيق الصدر، قد كظمه الحزْن و أشجَاه ، فأصبح "القفص الذهبي" في نظره سجنا أبدياً....
فيتخبط الأولياء و يتحيّرون و يذهبون يمينا و شمالاً لا يتركون لا "طالبًا" و لا "راقيًا" و لا "وليًّا" صالحًا بزعمهم ولا "مشعوذاً" و لا "كاهنًا" يطلبون الخلاص و النّجاة لأبنائهم لا ينظرون إلى صحّة فعلهم لا من النّاحية المنطقية العقلية، و لا من الناحية الشرعية الدينية و التي قد تفضي بهم إلى ارتكاب بعض المحرَّمات و الكبائر و التي هم في غنى عنها ، فيزيدون الطّين بِلّه .
و نحن في عصرٍ قد اختلطت فيه الأمور بين الحق و الباطل و هيمن الباطل على الحق و الشّر على الخير و أصبح الحق غريباً في دياره و خاصةً أننا نتكلم عن أمر اختلط فيه الحابل بالنابل.
فحريٌّ بنا أن يعرف كل واحدٍ منا كيف يُرقِي و يعوذ نفسه و أهله ومحارمه و أن نؤصل هذا العلم حيث أنّ الأصل في الرّقية الشّرعية هو ذاك المسلك ، و من أنفع الرقية و أكثرها تأثيرًا أن يرقي الإنسان نفسه و أهله ، و هو ما نصَّ عليه العلماء قديما وحديثًا و كونك تتعذر من أنك مذنبٌ و مقصرٌ و تخاف ألا يستجاب دعائك فهذا شيءٌ جميل ، و لكن لا يتم جماله حتى تجمع مع هذا الخوف الرّجاء كي تكون حالك حالاً صحيحةً و موافقةً للعقيدة الصحيحة ، فكما أنك تخاف الله فارجو رحمته.
و هو دأب سيدنا محمد- صلى الله عليه و سلم- مع أهله و محارمه ، حيث كان يعوذ الحسن و الحسين ففي صحيح البخاري ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامّة .
:و من فوائد رقيتك لنفسك منها
كمال الإتباع للنبي - صلى الله عليه و سلم- فقد كان إذا اشتكى هو أو أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات.
أكمل للتوكل على الله .
هي أقرب إلى إجابة الدعاء، فلن يجتهد أحد في الدعاء و يتحمس للإجابة كما تجتهد أنت و تتحمس حيث أنك صاحب الدعاء.
أدعى للسّلامة من الانخداع ببعض الدّجالين.
أحفظ للنّساء حين ترقي أهلك أو يرقين أنفسهن و أدعى لصيانتهن من التعرض للرجال الأجانب.
وبعد هذه المقدمة السريعة فسوف أقدم للقارئ الكريم التعليمات التي يجب عليه إتباعها في رقيته لنفسه و أهله و محارمه و هي على النحو التالي؛
:أولاً
- لابد لك أخي الكريم من الاعتقاد الجازم بالله تعالى و الاعتماد عليه.
- الحرص على تجنب اقتراف المعاصي.
- الحرص على استعمال الرقى الصحيحة التي توافق الكتاب و السنة .
- الحذر من استعمال الأعشاب المركبة و الخلطات المصنوعة.
- الصبر و التحمل و عدم الاستعجال.
:ثانيا
بالبدء بالحمد و الثناء على الله عزّ َوجل و الدعاء بأسماء الله و صفاته
:ثالثا
.الرقية بكتاب الله تعالى
أن يبدأ برقية نفسه أو أهله بآياتٍ من كتاب الله مع التركيز على الآيات و السور الثابتة في السنة الصحيحة المطهّرة كفاتحة الكتاب، وأوائل سورة البقرة، و آية الكرسي، و الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة،
و أوائل سورة آل عمران، و سورة الكافرون، والإخلاص و المعوذتين.
فالأولى للرّاقي أن يحافظ على قراءة هذه الآيات مرتبةّ كما جاءت في القرآن الكريم فيبدأ بالفاتحة ثم سورة البقرة.......و هكذا.إلخ
:رابعا
.الرقية بالسنة المطهّرة
عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - أنه اشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ثلاثا ، وقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) ( أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة )
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أتى مريض أو أتي به قال: أذهب البأس رب النّاس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما ) ( متفق عليه)
عن محمد بن سالم عن ثابت البناني قال : يا محمد : إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ثم قلْ ( بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته ، من شر ما أجد من وجعي هذا ) ثم ارفع يدك ، ثم أعد ذلك وترا ، فإن أنس بن مالك - رضي الله عنه - حدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه بذلك )
( أخرجه الترمذي والحاكم وابن حبان وصحّحه الألباني )
الرقية من العين و الحسد
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه – : ( أن جبريل - عليه السلام - أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ! اشتكيت ؟ فقال : ( نعم ) ، فقال جبريل – عليه السلام - : (باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شرِّ كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك ) ( أخرجه مسلم وأحمد والترمذي وابن ماجة والنسائي )
وعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم : ( يعوذ الحسن والحسين ويقول : إن أباكما كان يعوّذ بها إسماعيل وإسحاق أعيذ كما بكلمات الله التامَّة من كل شيطان وهامًّة ومن كل عين لامَّة ) (أخرجه البخاري أحمد و وأبو داوود والترمذي وابن ماجة والنسائي )
وعن عبد الرحمن بن خنبش - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ! قلْ قلتُ: وما أقول؟ قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامات ، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شرِّ ما خلق ، وذرأ ، وبرأ ، ومن شرِّ ما ينزل من السماء ، ومن شرِّ ما يعرج فيها ، ومن شرِّ ما ذرأ في الأرض ، وبرأ ومن شرِّ ما يخرج منها ، ومن شرِّ فتن الليل والنهار ، ومن شرِّ كل طارق يطرق ، إلا طارقا يطرق بخير ، يا رحمن ! ) ( أخرجه الإمام أحمد والطبراني والنسائي والهيثمي وصححه الألباني )
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ( كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا اشتكى رقاه جبريل قال : بسم الله يبريك ، من داء يشفيك ، ومن شرِّ حاسد إذا حسد وشرِّ كل ذي عين ) ( أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم )
بعد الانتهاء من الرقية الشرعية بشكل عام ، تجمع كفيك وتنفث فيهما ، وتمسح وجهك وما يلي جسدك، وتفعل ذلك لأهل بيتك للانتفاع بالنفث أو التفل المباشر لكلام الله عز وجل.
:خامساً
و هذه بعض الأمور التي ينبغي أن يتحلى بها كل واحدٍ منا قبل و بعد الرقية:
الطهارة، وخلو المكان من النجاسات و المعاصي و الذنوب على اختلاف أنواعها ، و لا بد من التركيز على قضية البعد عن الذنوب في كل زمان ومكان، وليس المقصود الاهتمام بهذا الجانب في حال الضيق و الشدة فحسب ، إنما المقصود البعد عنه كلياً .
المحافظة على هدي النبي - صلى الله عليه و سلم - قبل النوم، فقد كان - صلى الله عليه وسلم- يأمر أصحابه بالوضوء قبل النوم و الاضطجاع على الشق الأيمن.
كما ثبت من حديث البرَّاء بن عازب –رضي الله عنه– قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل " اللهم أسلمت نفسي إليك ، وفوضت أمري إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإن مت متَّ على الفطرة ) ( متفق عليه )
أن يحصن نفسه قبل النوم كأن يقرأ بعض الآيات الثابتة كآية الكرسي و الآيتين الخيرتين من سورة البقرة، و الإخلاص و المعوذتين ن و المحافظة على أذكار أدعية النوم الثابتة.
اللجوء إلى الله تعالى و الاستعاذة به من الشيطان الرجيم.
المحافظة على الفرائض و النوافل خاصة صلاة الجماعة بالنسبة لرجال فإنها راحة و طمأنينة للنفس و قرب من الله تعالى، و التقرب إلى الله بالدعاء و الإنابة و التضرع إليه لتفريج الكربة و ذهاب الهمّ و الغمّ و الحزن.
يقول ابن القيم - رحمه الله – في ( زاد المعاد ) : ( والصلاة مجلبة للرزق حافظة للصحة دافعة للأذى مُطردَة للأدواء مُقوِّية للقلب مُبيِّضة للوجه مُفرحة للنفس مذهبة للكسل منشطة للجوارح ممدة للقوى شارحة للصدر مغذية للروح منورة للقلب حافظة للنعمة دافعة للنقمة جالبة للبركة مبعدة من الشيطان مقربة من الرحمن .....الخ )
و ختامًا نختم مقالنا هذا بكلام الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في ( مجلة الدعوة – العدد 1683 ) إذ يقول ( ومما ينبغي على المرقي أن يتعلم أن يرقي نفسه ويتعلم الأوراد والآيات والأدعية لمعروفة فلا يجعل دائما نفسه محتاجا إلى الناس وعنده فاتحة الكتاب والمعوذتين وآية الكرسي والأوراد والأدعية النبوية فهذه وغيرها تحصن المرء وتبعد عنه الشياطين وتدفع عنه الأذى بإذن الله )
أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم أن يشفي مرضى المسلمين، وأن يحفظهم من كيد أعدائهم شياطين الإنس والجن، إنه سميع مجيب الدعاء، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربالعالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
////"////
انتهـى المـقـال
حفظ الله كـل عروسين وابعد عنهم كل شر، وحفظكم بما يحفظ به عباده الصالحين
